يا أيها المطاوعه والشيوخ إتقوا الله مثل ما سجنتم هؤلاء أطفال فكوا أسرهم

زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت من تحتها أثقالها، عندما سمعت نداء وجهتها يا زينب بنت االحاج إلى ابنتك. كم استشعرت الأسى في نبراتك، مرارة كلماتك، شرود دهنك، حشرجة صوتك، بكائك، آهاتك، آلامك.

أشعر بالحمم المتوقدة في خلجاتك كأن الكهرباء تسيلى في عروقكى. صمت الأمة الأْبدي، عدم اكتراثهم لأشجانك، رخصت الضمائر، جفت الذمم، نفحات الحرية تستجديكى، نور الأمل يتسلل عبر صرير باب زنزانت إبنتك البريئه ليلامس وجهها البريء، رحيق الوطن يأتيها من وراء ظلال المحيطات، سفوح الجبال الشامخة تبعث لها أصدق الآمال بأنها تتحرر مع الأيام, وتنحطم القيود والأغلال, أشعر تجاهها بالإجلال. 

 

يا أيها المطاوعه خافوا ربكم  أشهد الله ومن حضرني من الملائكة وأشهدكم أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت، والإيمان بالقدر خيره وشره، ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل . يا أيها المطاوعه لقد وصلنا خبر مؤلم عبر أم باكيه إنكم سجنتم أطفال مغتربين أتو لتعرف أهلهم وذويهم كانوا منشغلين حفلة عيد ميلاد بسيطه .

يا أيها المطاوعه تعرفون جيداََ  قاعدة درء المفاسد أولى من جلب المصالح مقيدة بحالة التكافؤ أي ضرر الذي يترتب إدخال هؤلاء شباب في سجون أكبر من فائدتها وأنتم تعرفوا  أن السجن في الصومالى لاند عقوبة جماعية، وبمجرد أن ينطق القاضي بالحكم على متهم بالسجن فإن عائلته كلها تعتبر نفسها مدانة بالحكم نفسه، أي أن الفترة التي يقضيها السجين خلف القضبان، تظل خلالها عائلته كلها سجينة معه، بتفكيرها وتحركاتها وزياراتها وهمومها.

 
  هذا الواقع يبدو جليا وبشكل يومي أمام أبواب السجون صومالى لاند . فهناك مئات العائلات التي تتحرك يوميا لحمل الأكل إلى السجين، وفوق الأكل هناك أشياء كثيرة، خصوصا إذا كان السجين مبتلى بالتدخين أو «القات»، أو بما هو أفظع من ذلك، حيث تصبح العائلة مطالبة بتوفير كل مستلزماته. والغريب أن أغلب السجناء يتحولون إلى مدللين لدى عائلاتهم بعد دخولهم السجن وتصبح تلبية مطالبهم شيئا مقدسا.
 
السجناء يشركون معهم أيضا أفراد عائلاتهم في الإهانات التي يتلقونها، بل إن عائلات السجناء يسمعون من الإهانات ما لا يسمعه السجناء أنفسهم، ومن أراد التأكد فليأخذ مكانه أمام أبواب السجون في ساعات الزيارة، وسيرى كيف يتفنن بعض الحراس في إسماع الزائرين كل أنواع الشتائم والإهانات، وهناك من الحراس من يستغلون هذه الفرصة لكي يفرغوا كل مكبوتاتهم من الشتم والكلام الفاحش في وجوه النساء الزائرات.
 
السجن في الصومالى لاند معضلة حقيقية لأنه يشكل عقوبة للمجتمع وليس للسجين. وما هو أكثر من ذلك أن بعض المسؤولين اعتبروا السجن وسيلة للاغتناء، فباعوا واشتروا في كل شيء داخل أسوار السجن، وحولوا بؤس الآخرين إلى آلة تمطرهم بكثير من المال .
 
الأمم التي تحترم نفسها تتعامل مع قضية السجون بطريقة مختلفة. إما أنها تبني عددا كافيا من السجون تحترم فيها الكرامة الإنسانية في مستوياتها الدنيا أو أنها تبحث عن بدائل، ومن بين البدائل الحكم بالأشغال على السجناء، خصوصا الذين لم يرتكبوا جرما كبيرا يستحقون عليه عقوبة السجن القاسية.
 
في كل الأحوال، فإن السجون في الصومالى لاند لا علاقة لها بالعقاب من أجل الإصلاح. إنها مجرد صناديق عملاقة يدخلها آلاف الناس ويتم عصرهم نفسيا وجسديا وماديا حتى آخر قطرة. ويبدأ عصرهم مع إنجاز محاضر الشرطة ثم جلسات المحاكمة ثم توكيل محامين ثم الدخول إلى السجن مع ما يتطلبه ذلك من شراء أمكنة مناسبة وإرشاء الحراس.
يا أيها المطاوعه والشيوخ إتقوا الله مثل ما سجنتم هؤلاء أطفال فكوا أسرهم

 

jooqleodawaa@gmail.com

home

Related Articles

Back to top button

Adblock Detected

Please consider supporting us by disabling your ad blocker